MUSIC

الاثنين، 29 فبراير 2016

راحـ ـت لِتحفِـ ـرَ قبْـ ـرَها ..




كالبدرِ كانت قبل أن 
تسبي المآتمُ بدرَها 

كانت تواسي أْمَّها
تروي لها أحلامَها
والحربُ تنشُبُ ظِفرَها

كانت تُهدهِدُ أُختَها 
فإذا تفجَّرَ مدفعٌ
أو هزَّ قصفٌ صدرَها

راحت تضمُّ شقيقَها 
إن فزَّ يبكي خائِفاً
والخوفُ ينهشُ عمرَها 

كانت تُقاسِمُ خُبزَها
كلَّ الذين تضوَّروا
والجوعُ يأكلُ صبرَها

كانت كما كانت "تَعِزْ
تهَبُ الجميعَ ربيعَها
والكلُّ يقطِفُ زهرَها

لكنَّ حزنَ الآخرين
فاقَ احتمالَ صمودِها
فبكَت بصمتٍ قهرَهَا 

أخذَت بقايا عُمرِها
حتى إذا حلَّ الظلام
راحت لِتحفِرَ قبرَها

كُنَّا على وشَـ ـكِ العِنـ ـاق ..




كُنَّا على وشكِ العناقْ 
وعلى رصيفِ الشوقِ تجمعُنا
أحاديثُ العيون 
وخدودُكِ الحمراءُ هادئةٌ
تُنغِّصُها الشجون
وعيونكِ الخضراءُ دامعةٌ
تُذكِّرني 
بوعدٍ لن يكون 
وعلى شفاهِ الحبِّ سوسنةٌ
هُنا كانت 
يُقبِّلها الجُنون
كُنَّا هنا يا حُلوتي نحكي
حكاياتِ الصبا 
نتبادلُ الأحلامَ في صمتٍ
فينطقُنا السكون
تتساءلينَ متى !!
يحينُ عناقُنا الأبدي 
فتذرفُ دمعةً أخرى
وتنطفئُ العيون
كنا على وشكِ العناق 
لكِنَّنا تُهنا 
وتاه الحبُّ في دربِ الظُنون 
كان الهوى دِفئاً
وفي عينيكِ 
كان لهُ جُفون
ياليتَ ذاكَ الحبُّ يجمعُنا
ولو يوماً
ولو حُلُماً 
يعودُ ربيعُنا الماضي
وما كُنَّا يكون

الأحد، 28 فبراير 2016

وتـرَكْتَ لِلأعـ ــداءِ جُثمـ ـانَك ..




هدمَ الغزاةُ عليكَ أوطانَكْ
كيْ يسْلِبوا بالنَّارِ إيمَانَـك

فهجمْتَ كالضِّرغامِ تنهشُهُم
ونفضْتِ فوقَ النارِ أضغانَك

ومضيتَ مِن شَرَرٍ إلى شَرَرٍ
حتّـى أبـرَّ النـصـرُ أجفـانَـك

فاستقبلوا بِالـوردِ فـرحتَـهم
ونَسَت عيونُ الناسِ فُقدانَك

فلقَد وهبْتَ الأرضَ عِزَّتَهَا
وتركْـتَ لِلأعـداءِ جُثمـانَك

السبت، 27 فبراير 2016

مِثـ ـلُ الرواسـي ..




قريرُ العينِ تنحــتُكَ المآسي
أيَا طِفلاً ولِــدتَّ لكي تُقاسِي

يتيمٌ ، في رمالِ البؤسِ تغفو 
بِــلا أُمٍّ تعانِــقُ أو تُــواســي

فتذرفُ دمعةً حيناً ، وتمحو
دُموعَكَ بالتــوكلِ والتآسـي

لأنِّكَ رغـمَ ذاكَ البـؤسِ، مـاسٌ
وذرفُ الدمعِ مِن طبعِ النُّحاسِ

فمِن رحِمِ العناءِ وِلدتَّ صخراً
لتكـبُرَ شامخـاً مِثلَ الرواسـي

الجمعة، 26 فبراير 2016

مـ ــازالَ يبحثُ عن قــدَر !!






ما زالَ يبحثُ عن قَدَر !!
فإذا تملَّصتِ السماءُ 
مشى بصمتٍ واعتذر 
وتمرَّدَ الوجهُ الكسيرُ على الجراح
ولم يذَر 
غيرَ القليلِ من الحذَر 
وجماجمٍ ، ودمٍ ، وذَر 
ليكونَ آخرَ قاتلٍ يقتصُّ من ظُلْمِ البشر
هوَ وحدهُ من روَّضَ الأخطارَ قسراً وانتصر ...
هوَ وحدهُ من كانَ يزأرُ كُلَّما ضحِكَ الخطر 
واليوم يسألهُ الشبابُ متى تموت وتستريح !!
فيُمدِّدُ الكفَّ الجريحِ 
على بقايا ساقهِ 
ويقول : ياليت القدَر 
يحنو عليَّ بموتةٍ تمحو عنِ العينِ البصَر 
كي لا أرى قهرَ الرجال 
ولا أرى بعضَ الغجر 
يتسيَّدونَ ويحكمون 
وتحتهم شعبٌ يُشرْعِنُ للغزاةِ دماءهُ 
فيُقصفون ويُذبحون 
ويصرخونَ بِلا ضجَر :
تحيا الرياض 
تحيا قطر !!

مُنـذُ الصِّبَــا ..



منذُ الصِّبا وحياتُهُ مرهونــةٌ
باليتمِ والحِرمانِ والصدقاتِ

لم يقتـرِف إثمَ الحيــاةِ ولم يجِــد
يوماً طريق الضوءِ في الظُلُماتِ

لكـنَّهُ رغــمَ انطفــاءِ حياتِــهِ
ما زال يحلمُ بالنصيبِ الآتي

مـا ذنْبُهَــا !!





ما ذنبُها !!
يا مَن قَصفْتُم دارَها
فتناثرَت أشلاؤُهَا 
كالرملِ بينَ المُنْخُلي
هيَ لم تقُل إلا الحسين !!
ولم تقُل إلا علي !!
هي لم تكن شيعيةً
بل لم تكن سنيةً
فكِلاهُما في عينهِا 
تَيْسٌ يُناطِحهُ طلِي *
تبَّاً لأِربابِ العِقال
وكلِّ عِلجٍ خَائنٍ
لم يَتعِظ أو يَعقلِ
تباً لهم 
تباً لكم 
تباً لِكُلِّ مُؤيِّدٍ
أضحى لقاتِلِها ولي


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
* الطلي : الكبش باللهجة الصنعانية