عامٌ بقربكِ يومٌ في قواميسي
يومٌ بدونكِ عامٌ من كوابيسي
نسيتُ أنَّكِ نهرٌ لا ضفافَ لهُ
سوى ضفافِ سطورٍ في كراريسي
وأنَّ دلْوَ صبانا كان من ظمأٍ
يصبُّ فيكِ، ويُسقى، من أحاسيسي
وأنَّ دولةَ شِعريْ هزَّها حُزُني
ومن وفائكِ هزَّت عرشَ باريسِ
فلو عبرْتِ خيالاً ، فوق خارِطتي
لصار طيفُكِ جزءاً من تضاريسي
فأنتِ أول طيفٍ لاح من غسقي
وأنتِ آخرُ ضَوْءٍ في فوانيسي
الجاثمون على رمالِ البؤس في زمنِ المذلَّه
من فوقهم هطل الأسى مطراً
فزاد الطين بِلَّه
من تحتِهم صار الردى وحلاً
فزاد الداءَ عِلَّه
إن قلتُ ما أحلامُكُم
هل تحلمون بمنزلٍ
أم غاية الأحلامِ فِلَّه ؟
قالوا بصوتٍ خافتٍ ،
يُبكي القلوبَ المُضمحِلَّه :
الحلمُ تنفيسٌ لكم
والبؤسُ للبؤساءِ مِلَّه
إن كنتَ تملكُ حيلةً
يا ذاكَ ..
هاتِ لنا مِظلَّه .
لهمُ الموائدُ والقطيفْ
ولكَ القليلُ من الرغيف
لهمُ الربيعُ وليس لك
غير الشتاءِ أو الخريف
زمنُ العدالةِ قد مضى
وأتى زمانُ (اليونسيف) *
الطفلُ يحظى بالأمل
والكهلُ يحظى بالرصيف