نكـثَ الزمـانُ بوعـدهِ يا صـاح ِ
وأتَـمَّ جُـرْحكَ وعدهُ لِـ جراحـي
لا اليومُ أيقـظَ في شفـاهكَ بسمـة ً
لا الصبحُ أطلقَ من أسايَ سـراحي
لا الأمسُ يبعثهُ الحنيـنُ ولا غـداً
سيُعـيدُ مـاءَ العـمـرِ للأقـداحِ
لا الصبرُ تقبلهُ الضفافُ ولا الأسى
سـيردُّ ديـنَ البـحـرِ للـملاح ِ
لا أنتَ تُـدركُ مـا الأنينُ ولا أنا
أجـدُ الطريـقَ لـ دمعةٍ ونـواح ِ
كـلاً يلـفُّ الكبـريـاءُ جِـراحهُ
بالصـمتِ، رغـمَ قسـاوةِ الجرّاح ِ
وعلى سفينِ الذكـرياتِ تحكّـمتْ
لغـةُ الشرودِ بِـ دفةِ الإفصـاح ِ
فالشـطُّ أدركهُ العبيدُ ولـم نـزلْ
نطوي العِبـابَ بِلا هُدىً وريـاح ِ
عـن أيِّ ذُلٍّ يا صـديقُ تـلومهم
فالهـمُّ همُّكَ، والجِراحُ جِـراحي
والبحرُ يُنفي الغارقين، فلا تَقـل:
إنَّ الشـواطـئَ مِرفـأُ الأرواحِ
همْ كالنخيلِ إذا انحنتْ أعـذاقُها
راحـتْ تُقَبِّـلُ مِنجـل الفـلاح ِ
هم كالكـؤوسِ لكـلِّ ساقٍ تنحني
لا ترعـوي عن خمـرةٍ أو راح ِ
هم يرضعونَ من الخضـوعِ، وهمُّنا
يا صـاحِ أسْمى من رِضا السفّاح ِ
ركلـوا المذمّـةَ لِلأسودِ فـ سجّلوا
هـدفـاً يُبـرِّئُ ذِمـةَ التمـسـاح ِ
إنَّ الطـريقَ إلى الجحيـمِ مُعبّـدٌ
بـ حدائـقِ النسـرينِ والتُـفّـاح ِ
وحـدائقُ النسرينِ رغمَ جمـالها
محكـومةٌ بِـ سحـابةٍ وريــاح ِ
بابُ الكـرامـةِ يا صديقي مُغلقٌ
واليـومَ نـدفعُ كُـلْفـةَ المفتاح ِ
ما دمتَ عن ترفِ العبيـدِ مُكابراً
فادفـعْ زكـاةَ العـزِّ بالأتـراح ِ